مونتانا

بمجرد ان رايته تذكرته ، واستدعي لدي ذكريات دافئه ترقد في الذاكره ..برفان مونتانا ، اشتراه ابي لامي منذ خمسه عشر عاما وكنت ابلغ عشر سنوات وكانت رائحته مبهره لي وكانت امي تري انه لا يصلح الا للزفاف وبالتالي وضعته بحرص في دولابها وعندما دخلت اعدادي اخذت اقنعها بان اضع منه في الافراح ..لكنها كانت ترفض بشده وصرحت لي بانها تحتفظ به لليلة زفافي ..كان ذلك مضحكا لي بشده . وبعيدا جدا علي.طفله تحبو نحوابواب المراهقه ..وعندما دخلت ثانوي بدات اضع منه في السر ..اتسحب بحرص شديد الي حجرتها ، افتح الدولاب واجده موضوع بحرص اشد تحت شنطتها البيضاء في علبته ..اضعه واذهب الي المدرسه منتشيه برائحته النفاذه ومنتشيه اكثر بسؤال البنات عن نوع برفاني واجيب بكل بساطه مونتانا واصبح اكثر انتشاء واكثر تصنعا للبساطه حينما تسالني احداهن عن المحل فاجيب اصله من بره ..تذكرت كل ذلك وامي تفتح دولابها وتحضره لي ولم تجد فيه غير نقطتين يكفوا بالكاد لليلة زفافي .

احلام مؤجلة

أكثر ما يبهرني في هذا المساء ، تلك الحالة من السكينة ، استمتع بالتأمل في اللحظات المتبقية لي هنا ، والأحلام التي أحولها يوميا إلي كتابات مؤجلة في تلك الكراسة علي المكتب ، تأخذني الزحمة اليومية إلي تأجيل الأحلام والخوف من احباطات لم تأت بعد

أتذكر بأنني اسمي هذا العام بعام المثابرة ، اضحك من محاولاتي الساذجة في التدريب علي الانتظار، الصبر علي فنجان القهوة علي نار هادئة ، و الانتهاء من تنظيف كل الأواني الفارغة في المطبخ ، لكنني أواجه الإحباط فعلا عند مواجهة تفاصيل أكثر تعقيدا ، أكاد انهار وعمرو يؤجل شراء السجاد إلي يوم الأحد بدلا من السبت وارتعب من فكرة التأجيل إلي يوم الاثنين

يسألني الكثيرون يوميا عن مدي خوفي من الأيام المقبلة ومدي شعوري باقتراب زفافنا ، لم أخاف من التجربة بقدر خوفي من طعم تأجيل الأحلام ، سخف أن تشعر بان أحلامك مؤجلة ، اقنع نفسي بأنني لا أؤجل أحلامي الآن بل هو ضغط الأيام الحالية واقنع نفسي بجدوى ما انجزه احلم بشرفتي الجديدة وزرع لم أضعه بعد ، ومكتب صغير ورائحة الدفيء.. واشد ما أخاف أن أتحول إلي أخري فانا اردد لكل المحيطين بان شعار المرحلة القادمة هو أنني رضوي ولست مدام رضوي تلك الواقفة في المطبخ تصنع صينية بطاطس لعمرو مؤجلة كل احلامها لأنه حلم بها أمس

وصدقت نبوءته

وصدقت نبوءة امه في احدي نصوصه

هي خائفه حد الرعب من موتي قبلها ، هي تتوقعه وتستعد له ، لكنها لا تريدني ان اذهب الي الجحيم

رحل اسامه الديناصوري