أدين بدين الحب
يبدو أن رمضان هذا العام له طعم خاص ،
بالنسبة لى على الأقل . بينى وبين الله وعد يتحقق دوما ،فأنا فى حالة روحانية
خالصة لا ينقصها شىء لتبدو نقية جدا .
أقرر أن أصلى التراويح يوميا ، رغم الازعاج
الذى أتعرض له من قبل النساء الاتى أصلى
معهن .
يتفحصنى البعض بطريقة ناقدة تجعلنى أشعر
بالاستفزاز ، أجلس بهدوء شديد ، أصلى ولا أثرثر كبقية النساء أثناء الخطبة .. فقط
أخلع من على رأسى الايشارب وقت الخطبة لشعورى الشديد بالحر ، أجلس فى صمت مهيب
أتأمل ما يفعله الله معى شاكره له على كل عطاياه فتقطعنى إحداهن
-
ما ينفعش حطى الايشارب على راسك
-
ما ينفعش الجيبة لازم تكن مغطية الكعب مش لحد
الرجل من تحت لان رجل المرأة عورة .
-
المرة الجاية ما أشوفكيش حاطه مانيكير .. ما
فكرتيش قبل كده بتحبى ربنا أكتر ولا المانيكير .
أنتفض بشدة وأشعر باضطراب شديد ورغبة فى استعادة هدوئى ،
كنت أفكر فى الله بشكل حقيقي دون إدعاء ،
كنت أتأمل فى حب الله لى وحبى له ، كنت
أتأمل أنه الأهم فى حياتى والمرأة التى لا أعرفها تسألنى بسخف شديد عن المانيكير
وتقارنه بالله .
أى سذاجة تلك التى تحملها لعقد مقارنة غبية فى تلك اللحظة
التى كنت أضع فيها قلبى أمام الله وأسلمه له .
فى نفس اللحظة التى تسحرنى دوما وقلبى ينتفض عند قول
آمين فأقولها بصدق عميق ، تشدنى المرأة المجاورة فتخرجنى من حالتى الذائبة عشقا
فتضعنى بجوارها تماما وتلتصق بى حتى لا يدخل الشيطان .. أى شيطان هذا الذى سيجرؤ
على الدخول فى تلك المساحة الشفافة بينى وبين الله .. لا توجد شياطين تعرف النفاذ
فى الشفافية .
تخبرنى بلهجة أكرهها تماما أن الله لا ينظر للصف الأعوج
فأصمت ولا أخبرها أن الله يعرف ويقدر جدا مدى كرهى لغبائها وإصرارى على الصلاة
بجوارها ، وأن الله بنفسه ينظر إلى وأنا أصلى وينتظرنى كل مساء فى الجامع إلا إذا
استئذنته لأمر ما .
يا الله لما تتركهم هكذا أغبياء لا يعرفونك بصدق ويظنون
أنهم على علم بك .
اليوم لم أذهب للتراويح لأننى كنت أجلس مع أختى التى
كانت تحكى لى ما تعانيه من بعض الكدر وأنت قلت لى ، أن أختك أولوية وسمحت لى أن
أصلى فى البيت بعد أن وعدتك أننى سأصلى التراويح كاملة وسأستمع فى المنتصف لقراءة
قرآن من فرقة محى الدين بن العربى .
أعرف أنك قلت لى لا تصدقى أمك عندما إتهمتك بقلة العقل
والازدواجية لأننى لم أذهب للتراويح وفضلت البقاء مع أختى .
من فضلك يا رب لا تسمح لهؤلاء النسوة بتكدير صفوى ،
إجعلهم لا يروننى ويتركونى أصلى بينهم وأستمتع بصفاء صوتنا جميعا عند لفظة آمين .