اخر ما سمعته من الفتن الطائفية قالته لى صديقتى مساء امس ..فاكرة القطر بتاع الصعيد اللى اتحرق ؟..احاول التذكر فتخبرنى بانه حدث منذ سنتين تقريبا او اكثر فتذكرت فتسالنى بلهجة العارف بامر خطير عارفة سبب الحادثة ايه ..فاتذكر وقتها ان احد الركاب احضر معه وابور فانفجر بالاضافة للاهمال وسوء حالة القطارات لكنها تعترض على كلامى ..لا يا ستى دول المسيحيين هم اللى عملوا كده وده معلومات فضلت مستخبيه وعرفتها من مصدر موثوق ..فاضيف لها محاكية طريقة التفكير واظن ان القطر يومها لم يركب فيه مسيحى واحد لانهم حظروهم من الركوب فى هذا القطر ..فتجيبنى وهى سعيده ..ايه ده عرفتى ازاى ؟..صح فعلا ..فاحاول مناقشتها وافهمها حقيقة الامر اتامل الموقف..الى متى سنظل نصدق ونلغى عقولنا ..افكر فى بحث الامس الذى كنت اترجمه كجزء من العمل فى رسالة الماجستير يقولون ان الانسان عندما يفتقد الى التحليل المعرفى للافكاره وقيمه تحدث لديه ازدواجية فى الافكار والقيم فيخرج سلوكه على عكس قيمه ..هذا جزء اساسى مما نعانيه الان ..صديقتى تؤمن بداخلها بالوحدة الوطنية الحقيقية كما رباها والديها وكما تربى معظمنا ..نعيد عليهم ونتبادل الكحك فى الاعياد والمواسم .. لكنها لم تفكر فى تلك الافكار التى تطرح عليها من هذا العالم ..لا تتاملها ..لم نعتاد على التامل ..لم نتربى على تامل الاشياءوالافكاروالقيم التى ناخذها على انها مسلمة بديهية ..فنتصرف كما نشاء سواء اتسق ذلك مع قيمنا ام لا يصاحبنا فى بعض الاحيان وخذة ضمير او لا تصاحبنا مع اننا لو تاملنا قيمنا وفكرنا فيها ربما لاتسق سلوكنا معها سواء اقتنعنا بها او استبدلناها باخرى تتسق مع سلوكنا ورحمنا انفسنا من وخذة الضمير
الامر ينطبق على كل ما نشاهده فى الحياة ..اتذكر ان التعليم لم يعد وسيلة للتفكير بقدر ما هو وسيلة للحفظ واتذكر اننا نربى ابنائنا على الطاعة دون مناقشة فلا تامل فى معنى ما نطلبه منهم - هذه جريمة نعاقبهم عليها ..كيف يمكننى ان انجب اطفالا ..وكيف يمكننا ان نامل بوطن لا يعانى من الازدواجية وافراد لا يخافون من حكامهم ويتاملون فى حالهم ..لكنه ليس مستحيلا ان يحدث ذلك ..دوما اعتقد انه سيحدث يوما مثلما تعلمت الكتابة على الكمبيوتر ..تراكمات صغيرة ..صغيرة جدا ستصنع يوما اشياء كبير ..كبيرة جدا