هو احنا ليه مش بتوع ربنا

يبهرني اكتشاف اشياء جديدة في نفسي ، منذ يومين واثناء ركوبي لتاكسي للذهاب الي كنيسة قصر الدوباره بالتحرير لانتظار السيارة التي ساسافر بها الي الوادي..سائق التاكسي كان مسيحي وكنت متوترة طوال المشوار من ان يكتشف انني مسلمه اعتقادا منه انني مسيحيه فانا لست محجبة وساذهب الي الكنيسة ، وظللت اطنطن بكلمات لا تكشف عن هويتي الدينية .. قبلها بيومين كنت اركب مع سائق مسلم وكنت اصف لصديقتي في التليفون مكان كنيسة قصر الدوباره انتابتني نفس المشاعر فخفت ان يعتقد السائق اني مسيحيه وظللت استخدم عبارات يستشف منها ديانتي ..اكره الاختلاف في الدين .. انزعج بشده من التمييز بين البشر علي اساس الدين ، دوما اتسائل عن جدوي وجود الدين ، السنا جميعا مؤمنين بوجود الرب والسنا جميعا نصلي كل بطريقته اذن فلماذا هناك مسلم ومسيحي ..لماذا لا يكون هناك دين واحد وهو دين ربنا ..ربما يتسائل البعض عن وجود اناس من حقهم الا يعبدوا هذا الرب ..ربما اطرح تساؤل اخر ..لماذا لا نشترك جميعا في وجود رب نؤمن به اي كان هذا الرب فليسمي كل منا الهه رب ويؤمن به ويختلي كل منا بطقوسه لكنه يعلن انه بتاع ربنا ونبقي كلنا مشتركين في ذلك ..اكره التمييز علي اساس الدين ، رغم انني اكاد اكون المسلمة الوحيدة في العمل الا انني لا اشعر بوجود اختلاف او تمييز ، اشعر بالانتماء ، اتخفي بين اخرين وابحث عن شىء يجمعنا فالله الذي يؤمن به كلانا يجمع بيننا فيشعرني بالانتماء واشياء اخري طبعا تشترك في ذلك ، لكنني لا اعاني هنا من الام الاختلاف بينما تظهر بشده حينما يسالني احد من الخارج هو انت مسلمه ولا مسيحيه وحينما يعرف ديانتي يسالني السؤال التقليدي طب انت ليه مش محجبه ..فاضطر ان اهتف ربنا يهدينا جميعا .. الهم اهدنا جميعا وقربنا اليك واظهر نورك بداخلنا لننتمي جميعا اليك ..اللهم اغفر لمن يتحدث باسمك وانت برىء منهم جميعا

عايزه اكتب

شعور ملح يدفعني الي الكتابة والانجاز ..افوق تدريجيا من صدمة الزواج ..ليست كل الصدمات سيئة ، ما زلت احاول التصديق ، اخبر عمرو في المساء بان اقصي امنياتي كانت تتمثل في ان اراه وهو نائم ..احاول مراقبته لكنني اسرع منه في الدخول الي النوم فاؤجل رغبتي الطفوليه الي مساء اليوم التالي ، اتلمس الاماكن في البيت ، اعقد علاقات حميمية مع الاشياء ، اختار بعناية مكان احتساء القهوة والمكان الذي سينطلق منه صوت فيروز ، اشعر بالاستقرار يتنامي الي يوميا ، اطرد كل المخاوف الموروثة عن الزواج ، اظنه اختراعا جيد ، اضع خطط مستقبلية واحاول ان اعمل فيها بحزم ، رسالة الماجستير ، وضعي المهني في علم النفس ، محاولة نشر قصص في اماكن مختلفة ..الاستمتاع بالحياة ، احاول الا اراقبني ، احاول ان امنع سيل اسئلة اعتادت ان تتدفق طيلة خمس وعشرون عاما عن جدوي الحياة والسعادة والزواج والابناء واشياء اخري ..احاول ان انطلق من حقيقة راسخة ..علي الان ان استكمل باقي تكليفات اليوم ..احاول الا انجرف وراء الشعور بالحنين والاحساس بالذنب تجاه ابي ورشا لانني تركتهما وتزوجت ، علي الان ان احدد مشاعري في تلك اللحظة لانجز ..اعتقد انني سعيده ، ربما قليل من الاحباط للكتابه عن نفسي مرة اخري بدلا من كتابة اشياء تهم اخريين ، علي كل حال علي ان اسمع فيروز الان ..فانا في امس الحاجه اليها وربما قراءة بين القصرين لنجيب محفوظ وربما زيارة الحسين غدا في الصباح

محاولة للخروج من الذات

يزعجني جدا هؤلاء البشر الذين لا يجيدون الحديث الا عن انفسهم ..اعترف بانني احد هؤلاء ، لكنني اسعد جدا حينما احزن علي احدهم فيعصرني الالم ..بالامس كنت اقرا في نصوص اسامه الدناصوري الاخيره كلبي الهرم كلبي الحبيب" هذا الرجل رحل في موعده ، تنبا بموته وصدقه ورحل ..عصرني الالم وانا اقرا نبوءاته ليست المرة الاولي لي في قرائتها لكنها المرة الاولي التي اقراها كامله في كتاب بعد ان نشرت منها اخبار الادب اجزاء ، كما انها المرة الاولي التي اقراها وانا زوجه ..حاولت طوال قرائتي للنصوص التخلي عن رضوي والتوحد مع اخرين ..تارة اجدني امه وادعو له بالغفران لانه لم يكن يصلي واؤكد لنفسي انه لم يكن كافرا بل مؤمنا بالله كما حدثني في زياراته الاخيرة ..تارة اتوحد مع سهير زوجته ، ابكي علي فراقه وعن مساحه تركها خاوية في حياتي وعن ابناء لم ننجبهم بعد وعن كتابات لم اقراها جيدا ، اكاد اتلمس تلك البطانية التي تخصنا معا وابحث عن رائحته ..لم اتوحد مع هؤلاء فقط بل توحدت مع ممرضته ومع اصدقائه ..رحل اسامه الدناصوري دون ان اراه ، فسبق وكتبت عنه في المدونه وارسلت ما كتبت متوقعه انه لن يهتم لكنه ارسل لي شاكرا مع رغبة في اللقاء ..تلك الرغبة التي تنطلق منك عادة مع اناس لا تعرفهم وربما لن تعرفهم و لكنك ستفهم معناها بعد رحيل احد الطرفين ..اسامه الدناصوري اعتذر بانني لم اهتم بالدخول الي عالمك واكتفيت بالتلصص عليه من داخلي